فصل: مقتل سنكاه بن أحمد أخي شملة.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.خبر يزدن من أمراء المستضيء.

كان يزدن قد ولاه المستضيء فكانت في أعماله وكانت حمايتها لخفاجة وبني حزن منهم فجعلها يزدن لبني كعب منهم وأمرهم الغضبان فغضب بنو حزن وأغاروا عليهم على السواد وخرج يزدن في العسكر لقتالهم ومعه الغضبان وعشيرة بنو كعب فبينما هم ليلة يسيرون رمي الغضبان بسهم فمات فعادت العساكر إلى بغداد وأعيدت حفاظة السواد إلى بني حزن ثم مات يزدن سنة ثمان وستين وكانت واسط من أقطاعه فاقتطعت لأخيه إيتامش ولقب علاء الدين.

.مقتل سنكاه بن أحمد أخي شملة.

قد ذكرنا في دولة المستنجد فتنة سنكاه هذا وعمه شملة صاحب خوزستان ثم جاء ابن سنكاه إلى قلعة الماهكي فبنى بإزائها قلعة ليتمكن بها من تلك الأعمال فبعث المستضيء العسكر من بغداد لمنعه فقاتلهم واشتد قتاله ثم انهزم وقتل وعلق رأسه ببغداد وهدمت القلعة.

.وفاة قايماز وهربه.

قد ذكرنا شأن قطب الدين قايماز وأنه الذي بايع للمستضيء وجعله أمير العسكر وجعله عضد الدين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء وزيرا ثم استفحل أمر قايماز وغلب على الدولة وحمل المستضيء على عزل عضد الدين أبي الفرج من الوزارة فلم يمكنه مخالفته وعزله سنة سبع وستين فأقام معزولا وأراد الخليفة سنة تسع وتسعين أن يعيده إلى الوزارة فمنعه قطب الدين من ذلك وركب فأغلق المستضيء أبواب داره مما يلي بغداد وبعث إلى قايماز ولاطفه بالرجوع فيما هم به من وزارة عضد الدين فقال: لا بد من إخراجه من بغداد! فاستجار برباط شيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم بن إسمعيل فأجاره واستطال قايماز على الدولة وأصهر على علاء الدين يتامش في أخته فزوجها منه وحملوا الدولة جميعا ثم سخط قايماز ظهير الدين ابن العطار صاحب المخزن وكان خاصا بالخليفة وطلبه فهرب فأحرق داره وجمع الأمراء فاستحلفهم على المظاهرة وأن يقصدوا دار المستضيء ليخرجوا منها ابن العطار فقصد المستضيء على سطح داره وخدامه يستغيثون ونادى ليخرجوا منها ابن العطار فقصد المستضيء على سطح داره وخدامه يستغيثون ونادى في العامة بطلب قايماز ونهب داره فهرب من ظهر بيته ونهبت داره وأخذ منها ما لا يحصى من الأموال واقتتل العام على ولحق قايماز بالحلة وتبعه الأمراء وبعث إليه المستضيء شيخ الشيوخ عبد الرحيم ليسير عن الحلة إلى الموصل تخوفا من عوده إلى بغداد فيعود استيلاؤه لمحبة العامة فيه وطاعتهم له فسار إلى الموصل وأصابه ومن معه في الطريق عطش فهلك الكثير منهم وذلك في ذي الحجة ومن سنة سبعين وأقام صهره علاء الدين يتامش بالموصل ثم استأذن الخليفة في القدوم إلى بغداد فقدم وأقام بها عاطلا بغير إقطاع وهو الذي حمل قايماز على ما كان منه وولى الخليفة أستاذ داره سنجر المقتفوي ثم عزله سنة إحدى وسبعين وولى مكانه أبا الفضل هبة الله بن علي ابن الصاحب.

.فتنة صاحب خوزستان.

قد ذكرنا أن ملك شاه بن محمود ابن السلطان محمد إستقر بخوزستان وذكرنا فتنة شملة مع الخلفاء ثم مات شملة سنة سبعين وملك ابنه مكانه ثم مات ملك شاه ابن محمود وبقي ابنه بخوزستان فجاء سنة اثنتين وسبعين إلى العراق وخرج إلى البندنجين وعاث في الناس وخرج الوزير عضد الدين أبو الفرج في العساكر ووصل عسكر الحلة وواسط مع طاش تكين أمير الحاج وغز علي وساروا للقاء العدو وكان معه جموع من التركمان فأجفلوا ونهبتهم عساكر بغداد ثم ردهم الملك ابن ملك شاه وأوقعوا بالعسكر أياما ثم مضى الملك إلى مكانه وعادت العساكر إلى بغداد.

.مقتل الوزير.

قد ذكرنا أخبار الوزير عضد الدين أبي الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن رئيس الرؤساء أبي القاسم بن المسلمة كان أبوه أستاذ دار المقتفي ولما مات ولي ابنه مكانه ولما مات المقتفي أقره المستنجد ورفع قدره ثم استوزره المستضيء وكان بينه وبين قايماز ما قدمناه وأعاده المستضيء للوزارة فلما كانت سنة ثلاث وسبعين إستأذن المستضيء في الحج فأذن له وعبر دجلة فسافر في موكب عظيم من أرباب المناصب واعترضه متظلم ينادي بظلامته ثم طعنه فسقط وجاء ابن المعوز صاحب الباب ليكشف خبره فطعن الآخر وحملا إلى بيتهما فماتا وولي الوزير ظهير الدين أبو منصور بن نصر ويعرف بابن العطار فاستولى على الدولة وتحكم فيها.

.وفاة المستضيء وخلافة الناصر.

ثم توفي المستضيء بأمر الله أبو محمد الحسن بن يوسف المستنجد في ذي القعدة سنة خمس وسبعين لتسع سنين ونصف من خلافته وقام ظهير الدين العطار في البيعة لابنه أبي العباس أحمد ولقبه الناصر لدين الله فقام بخلافته وقبض على ظهير الدين بن العطار وحبسه واستصفاه ثم أخرجه من عشر ذي القعدة من محبسه ميتا وفطن به العامة فتناوله العامة وبعثوا به وتحكم في الدولة أستاذ دار مجد الدين أبو الفضل بن الصاحب وكان تولى أخذ البيعة للناصر مع ابن العطار وبعث الرسل إلى الآفاق لأخذ البيعة وسار صدر الدين شيخ الشيوخ إلى البهلوان صاحب همذان وأصبهان والري فامتنع من البيعة فأغلظ له صدر الدين في القول وحرض أصحابه على نقض طاعته إن لم يبايع! فاضطر إلى البيعة والخطبة ثم قبض سنة ثلاث وثمانين على أستاذ دار أبي الفضل ابن الصاحب وقتله من أجل تحكمه وأخذ له أموالا عظيمة وكان الساعي فيه عند الناصر عبيد الله بن يونس من أصحابه وصنائعه فلم يزل يسعى فيه عبد الناصر حتى أمر بقتله واستوزر ابن يونس هذا ولقبه جلال الدين وكنيته أبو المظفر ومشى أرباب الدولة في خدمته حتى قاضي القضاة.